يجب عمل فحص دوري لوظائف الكبد والكليتين عند متناوليها لفترات طويلة لاكتشاف آثارها السلبية مبكراً
الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل ... إساءة الاستخدام تزيد من القابلية للنزيف واضطرابات وتقرحات المعدة !!
تساعد على تخفيف الآلام لدى ملايين المرضى يومياً
في بحث مهم تم نشره في مجلة (ArthritisCare & Research) تبين أن الكثير من المرضى كانوا يتناولون أكثر من دواء واحد لعلاج أمراض العظام والمفاصل من نفس النوعية من غير إدراك لذلك. وتبين أن هذا الخلط والزيادة كانا سبباً في حدوث الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة نتيجة هذه الأدوية. والمعروف أن فئة المسكنات المعروفة علمياً باسم (Nansteroidal anti-inflammatory dongs) واختصارها (NSAIDS) يكثر استخدامها في علاج التهاب المفاصل وخشونة المفاصل وآلام الظهر الذي يصيب الكثير من الناس. هذه الأدوية قد يتم صرفها من قبل الطبيب المعالج بوصفة طبية ولكنها متوفرة أيضاً في جميع الصيدليات ويمكن شراؤها من غير وصفة طبية.
والمعروف أن هذه الأدوية هي من أكثر الأدوية التي يتم استخدامها في جميع أنحاء العالم ومن الأمثلة عليها دواء (Voltaren) ودواء (Brnfem) ودواء (Coxicam) ودواء (Arcoxia) ودواء (cxefo) وغير ذلك من مختلف الأسماء والشركات التي وإن اختلفت قليلاً في صفاتها، إلا أنها تنتمي لنفس العائلة من مضادات الإلتهاب (NSAIDs). وعلى الرغم من أن هذه الفئة من الأدوية لها فوائد جمة في علاج مرض العظام والمفاصل وأن غالبيتها تعتبر آمنة عندما يتم تداولها تحت إشراف الطبيب وحسب الجرعة المحددة وتساعد على تخفيف الآلام لدى ملايين المرضى يومياً إلا أنه هناك مشكلة.
ما هي المشكلة؟
المشكلة التي نبهت إليها هذه الدراسة والتي نواجهها نحن كأطباء يومياً هي أن الكثير من المرضى يتناولون أكثر من دواء واحد من نفس العائلة الدوائية عن قصد أو غير قصد مما يجعلهم عرضة لآثارها الجانبية التراكمية. فمثلاً قد يزور المريض أو المريضة أحد الأطباء الذي قد يقوم بدوره بوصف أحد الأدوية التي ذكرناها سابقاً. ولكن بعد فترة من الزمن وبعد استخدام الأدوية لفترة ما قد تزداد الأعراض أو تكون هناك أعراض جديدة في جزء آخر من الجسم فيقوم المريض بزيارة طبيب آخر يقوم بدوره بوصف مسكن آخر من نفس العائلة دون أن يعلم أن المريض لا يزال يستخدم المسكن الأول. وهذا الخطأ إما يكون ناتجاً عن نقص المعلومات التي يقدمها المريض أو لأن الطبيب لم يسأل عنها أصلاً. وفي كلتا الحالتين فإن المريض يبدأ بتناول دوائين من نفس العائلة في الوقت نفسه، وهذا شيء غير مقبول بل قد يكون خطراً لأنه في هذه الحالة يأخذ جرعات كبيرة قد تؤدي لظهور مختلف الأعراض الجانبية لهذه الفئة من الأدوية والتي أهمها زيادة القابلية للنزيف واضطرابات جهاز المعدة وحدوث تقرحات المعدة والاثني عشر وما قد يصحب ذلك من نزيف من هذه القرحات وغير ذلك من الآثار الجانبية.
وفي البحث الذي ذكرناه تبين أن حوالي ثلث المرضى الذين شملهم البحث كانوا يتناولون أكثر من دواء واحد. ولكن الملاحظ في مجتمعنا أن هذه النسبة قد تزيد عن ذلك.
الحلول
على الرغم من الفوائد الكبيرة للأدوية المضادة للالتهاب، إلا أنه يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي ازدواجيتها وآثارها الجانبية وذلك عن طريق الخطوات التالية:
١- يجب على الطبيب أخذ تاريخ مفصل من المريض عن حالة الجهاز الهضمي وعن الأدوية التي تم وصفها من الأطباء الآخرين والأدوية التي يتعاطاها في الوقت الحالي.
٢- من الأفضل أن يأتي المريض إلى العيادة ومعه جميع الأدوية التي يتناولها حالياً وكذلك الأدوية التي قد تكون سببت له مشاكل أو آثار جانبية في الماضي.
٣- يجب على الطبيب الحرص على عدم ازدواجية المسكنات وعدم التسرع في استبدال مسكن بآخر لمجرد إرضاء المريض ولمجرد أن يتميز عن الطبيب الآخر.
٤- اختيار الدواء المناسب لكل مريض مع وصف دقيق للمريض عن طبيعة الدواء وطريقة عمله والجرعة المطلوبة والمدة المطلوبة والتحذير من الآثار الجانبية المحتملة.
على الطبيب الحرص على عدم ازدواجية المسكنات
٥- ارتفاع سعر الدواء ليس دليلاً على جودته وفعاليته وعدم وجود آثار جانبية له، بل على العكس من ذلك فقد يكون الدواء ذا سعر مرتفع ولكن له آثار جانبية خطيرة.
٦- الطريقة المثالية في العلاج هي أن يكون في نفس المؤسسة العلاجية أو المستشفى لأنه في هذه الحالة يكون سجل المريض محتوياً على جميع الأدوية التي يتناولها ويمكن للصيدلي تنبيه المريض أو الطبيب في حال ازدواجية الأدوية.
٧- يمكن للمريض أخذ راحة من هذه المسكنات لبضعة أيام إذا سمحت حالته بذلك أو أن يأخذها يوماً بعد يوم أو كل بضعة أيام لمحاولة الحد من الآثار الجانبية المحتملة لها.
٨- يمكن استخدام الطرق البديلة لتعاطي هذه الأدوية شكل مراهم أو لزقات أو تحاميل للحد من آثارها السلبية على المعدة.
٩- في حال فشل هذه الأدوية ومثيلاتها في إزالة الأعراض فيجب على المريض وطبيبه المعالج أخذ الوسائل الأخرى بعين الاعتبار مثل الحقن الموضعية، وكذلك التدخل الجراحي وذلك عوضاً عن الإصرار في تناول المسكنات والأدوية التي قد لا تكون ذات فائدة بل على العكس قد تضر ولا تنفع.
١٠- يجب عمل فحص دوري لوظائف الكبد والكليتين عند المرضى الذين يتناولون المسكنات لفترات طويلة لكي يتم اكتشاف أية آثار سلبية مبكراً قبل استفحالها.